📁 آخر الأخبار

 استراتيجية لعب الأدوار

في إطار رحلتنا الاستكشافية في عالم استراتيجيات التعلم النشط الغني بالمستجدات والمفاجآت، وبعدما قدمنا لكم بعض ما اسفرت عنه هذه الرحلة والذي يتمثل في:

استراتيجية الأقسام المعكوسة.

استراتيجية حل المشكلات.

استراتيجية تعليم القرين.

استراتيجية الدقيقة الواحدة.

استراتيجية العصف الذهني.

استراتيجية التعلم التعاوني.

سنواصل رحلتنا اليوم مع استراتيجية جديدة ذات أهمية بالغة ألا وهي استراتيجية لعب الأدوار. فما هي استراتيجية لعب الأدوار؟ وما مدى فعاليتها ونجاعتها في تحقيق الأهداف المبتغاة من العملية التعليمية التعلمية؟

نبذة عن استراتيجية لعب الأدوار:

أول من طبق استراتيجية لعب الأدوار في التعليم هو العالم النمساوي مورينو Moreno  وذلك سنة 1911م بمدارس النمسا لتنتشر بعد ذلك في مختلف المدارس عبر العالم تحت أسماء مختلفة منها: لعب الأدوار، تمثيل الأدوار، المحاكاة ...

تعتبر هذه الاستراتيجية من أهم وأشهر طرائق وأساليب التدريس، وتعتمد على تجسيد أحداث وضعية من الواقع المعاش بشكل مصطنع؛ حيث يطلب المدرس من المتعلمات والمتعلمين تمثيل الأدوار المقترحة عليهم بشكل عفوي وتلقائي والانغماس فيها بشكل يجعلها تظهر كأنها مواقف حقيقية.

أهمية استراتيجية لعب الأدوار في العملية التعليمية التعلمية:

تكمن أهمية هذه الاستراتيجية في كونها تجعل المتعلم يوظف قدراته ومهاراته المعرفية والتواصلية والحس حركية ليجسد الدور المقترح عليه على أكمل وجه، الشيء الذي يساعده على تنمية هذه القدرات والمهارات وصقلها والمساهمة الفعالة في بناء تعلماته عوض الاكتفاء بالتلقي السلبي للمعلومات الجاهزة.

كما ان لعب الأدوار يساعد الأطفال على التفاعل الإيجابي مع بيئتهم ومحيطهم وتنمية السلوك الإيجابي لديهم ويقوي الروابط الاجتماعية مع زملائهم وأساتذتهم والأشخاص المحيطين بهم.

أهداف استخدام استراتيجية لعب الأدوار في العملية التعليمية التعلمية:

للعب أهمية بالغة في حياة الأطفال، لذلك، فإن توظيفه في العملية التعليمية التعلمية دائما يؤدي إلى تحقيق نتائج جد إيجابية، ولعل نجاح منهج ماريا مونتيسوري التعليمي القائم على اللعب خير دليل على ذلك. ولعب الأدوار هو نوع من أنواع اللعب التي تستهوي الأطفال وتثير انتباههم.

ومن أهم الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال توظيف استراتيجية لعب الأدوار:

-          تحقيق الأهداف المسطرة من النشاط التعليمي.

-          إتاحة الفرصة للمتعلمات والمتعلمين لتقمص مختلف الأحاسيس والمساعر والتعبير عنها بأسلوبهم الخاص.

-          إكساب المتعلمات والمتعلمين بعض المهارات التي تساعدهم على حل بعض المشكلات التي تواجههم في حياتهم اليومية.

-          تنمية قدرة المتعلمات والمتعلمين على التخيل وتقمص الأدوار.

-          تنمية القدرة المتعلمات والمتعلمين عل اتخاذ القرارات المناسبة.

-          مساعدة الأطفال الانطوائيين على التأقلم مع زملائهم ومحيطهم.

-          مساعدة الأطفال على التغلب على التوتر والقلق والرهبة من الآخرين.

أنواع لعب الأدوار:

تختلف أنواع لعب الأدوار من حيث النص إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي:

-          لعب الأدوار المقيد: في هذا النوع من أنواع لعب الأدوار، يقوم المتعلمات والمتعلمون بتأدية مشاهدة معينة مع ضرورة التقيد بالنص والحوار المقترح عليهم.

-           لعب الأدوار الحر: يعتمد هذا النوع من لعب الأدوار على قيام المتعلمات والمتعلمين بتأدية مشاهد بأسلوبهم الشخصي وعدم تقييدهم بنص او حوار معين دون الخروج عن الموضوع المقترح عليهم.

-          لعب الأدوار في نص غير حواري: يعتمد هذا النوع على تأدية المتعلمات والمتعلمين بتأدية مشاهد غير مقيدة بحوار.

خطوات تنفيذ استراتيجية لعب الأدوار:

كأية استراتيجية أخرى، نجاح استراتيجية لعب الأدوار رهين بتتبع الخطوات المحدد من قبل المختصين والتي تتمثل في:

-          تهيئة المتعلمات والمتعلمات والمتعلمين ووضعهم في السياق.

-          اختيار المشاركات والمشاركين في تأدية المشاهد.

-          إعداد الفضاء المخصص لتأدية المشاهد.

-          تمثيل المشاهد المحددة.

-          مناقشة وتقويم أداء المشاركين في تمثيل المشاهد.

-          إعادة تأدية المشاهد مع الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات والتوجيهات المتوصل إليها خلال مرحلة المناقشة والتقويم.

-          المناقشة والتقويم مرة ثانية.

-          تعميم الخبرات وتقاسمها.

توجيهات عملية لتطبيق استراتيجية لعب الأدوار:

إليك عزيزتي المدرسة عزيزي المدرس بعض النصائح والتوجيهات لضمان نتائج مرضية من خلال توظيف استراتيجية لعب الأدوار.

-          يجب اختيار مواضيع ذات علاقة بالحياة اليومية للمتعلمات والمتعلمين ومشاهد قابلة للتأدية على أرض الواقع.

-          مشاركة المتعلمات والمتعلمين في تأدية الأدوار يجب أن تكون تطوعية وغير إجبارية.

-          إعطاء المتعلمات والمتعلمين الحرية في إبداء آرائهم حول المشاهد المؤداة.

-          الالتزام بالموضوع المطروح وعدم الخروج عنه.

-          تجسيد الأدوار يجب أن يشمل مختلف الجوانب وعدم الاكتفاء بجانب واحد.

في انتظار مقال جديد يتناول استراتيجية أخرى من استراتيجيات التعلم النشط، لا تبخلوا علينا بآرائكم وتوجيهاتكم، وإن أردتم، مقالاتكم وأبحاثكم من خلال التعليقات أو من خلال صفحة اتصل بنا أو عبر بريدنا الإلكتروني siteshatharat@gmail.com.


ذ. فؤاد أبشري

تعليقات