يعتبر الفيديو من أكثر الوسائط استخداما في العملية التعليمية التعلمية سواء داخل الحجرات الدراسية أو خارجها نظرا لقدرته على تبسيط المصطلحات والمفاهيم العلمية ومحاكاة الظواهر الطبيعية حتى ،المعقدة منها، كما أن المؤثرات الصوتية والبصرية تجعل من الفيديو أداة لجذب انتباه المتعلمات و المتعلمين وتحبيب التعليم لديهم، بالإضافة إلى كونه وسيلة أساسية لتطبيق استراتيجية الأقسام المقلوبة. فما هو الفيديو التعليمي؟ وما هي استخداماته؟ وما هي معايير تقديم جودته؟ أسئلة وأخرى سنحتاول تناولها بالشرح والتفصيل في هذا المقال.
تعريف الفيديو التعليمي:
كلمة "فيديو" هي كلمة يونانية الأصل، وتعني باللغة العربية "أنا أرى"؛ إلا أنه - أي الفيديو- لا يقتصر على ما هو مرئي فقط (الصورة) وإنما يتعداه ليشمل ما هو مسموع أيضا (الصوت). وبالتالي فالفيدو التعليمي هو مادة سمعية بصرية يتم عرضها (حضوريا أو عن بعد) باستخدام إحدى أدوات العرض قصد تحقيق الأهداف المسطرة لدرس معين أو لتعلم مهارة جديدة.
أنواع الفيديو التعليمي:
ينقسم الفيديو التعليمي إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي:
الفيديو التقليدي: وهو النوع الأكثر استخداما في تقديم الدروس، حيث يظهر الأستاذ أمام الكاميرا يشرح الدرس ويقدم المعلومات المتعلقة به مع إضافة بعض الرسومات والصور والمؤثرات الصوتية والبصرية في مرحلة المونتاج كي يجعل من الفيديو أكثر إثارة وجذبا لانتباه المتعلمين وأكثر قدرة على إيصال المعلومة.
الفيديو الدرامي: وهذا النوع من الفيديو يقدم مشاهد تمثيلية درامية أو أفلام قصيرة نمرر من خلالها مجموعة من الرسائل والقيم والمواقف للمتعلم بأسلوب سلس ومشوق يجمع بين الفرجة والتسلية والتعلم.
الفيديو الوثائقي: في هذا النوع من الفيديو يتناول المخرج مواضيع تاريخية وسياسية واقتصادية بشكل حيادي ودون إبداء رأيه الخاص.
مراحل إنتاج فيديو:
تمر عملية إنتاج فيديو تعليمي من ثلاث مراحل قبل أن يصبح جاهزا للتقاسم والاستخدام، هذه المراحل هي كالتالي:
مرحلة ما قبل الانتاج Préproduction :
وهي مرحلة الإعداد الذهني والمادي والتقني لعملية الأنتاج، بحيث ينبغي علينا في هذه المرحلة وقبل بدء عملية التصوير أن نطرح على أنفستنا مجموعة من الأسئلة التي ستمكننا الإجابة عنها من إعداد جيد للمحتوى الذي نود تمريره وللأدوات والوسائل الضرورية، وكذا لتوفير ظروف مناسبة لعملية التصوير؛ وهذه الأسئلة نجملها في ما يلي:
ماذا سوف نصور؟ ( أو ما هو المحتوى الذي نود تمريره من خلال هذا الفيديو؟) :
بالإجابة عن هذا السؤال، سنتكن من تحديد المضامين والمحتويات والرسائل والقيم التي سنمررها من خلال هذا الفيديو التعليمي وكذا الطرائق والبيداغوجييات وتقنيات التنشيط بما يتناسب والفئة المستهدفة ويساعد على تحقيق الأهداف التعليمية المسطرة.
لمن سوف نصور؟ :
هذا السؤال سيساعدنا على تحديد خصوصيات الفئة المستهدفة (الفئة العمرية ، المرحلة التعليمية، خصوصيات المسلك أو التخصص ...)، وبالتالي تكييف المضامين والمحتويات لجعلها أكثر ملاءمة وأكثر قابلية للفهم والاستيعاب من طرف المتعلمين وتجنل الحشو والإطناب والارتجالية أثناء التقديم.
كيف سوف نصور؟:
نكون من خلال الإجابة عن هذا السؤال تصورا عاما ورؤية إخراجية واضحة تحدد تفاصيل وحيثيات عملية التصوير( أحجام اللقطات، زوايا التصوير، الوسائل والمعدات ...).
متى و أين سوف نصور؟
باعتبار أن جودة الصوت لا تقل أهمية عن جودة الصورة، وجب إيلاء اختيار مكان وزمان التصوير أهمية قصوى، بحيث نختار مكانا معزولا وبعيدا عن الضوضاء والاصوات التي قد تؤثر سلبا على خلفية صوت الفيديو وكذا التصوير خلال الأوقات التي تكون فيها الشوارع المحيطة خالية من الأطفال والعربات وكل مصادر الأصوات المرتفعة قدر اللإمكان، كأن نصور في آخر ساعات الليل أو بعد صلاة الفجر.
مرحلة الإنتاج Production:
ويقصد بهذه المرحلة مرحلة التصوير حيث يتم تنفيذ ما قمنا بالتخطيط له في مرحلة ما قبل الإنتاج؛ فنجاح هذه المرحلة رهين بمدى نجاحنا في التخطيط الجيد في المرحلة السابقة والعكس بالعكس.( سنتطرق في فقرة لاحقة مخلف التفاصيل المتعلقة بعملية التصوير).
مرحلة ما بعد الإنتاج Postproduction:
بعد الانتهاء من عملية التصوير (مرحلة الإنتاج)، تأتي مرحلة تجميع المقاطع وإزالة الزوائد عنها وتصحيح الألوان وإضافة المؤثرات الصوتية والبصرية ... في إطار ما يسمى عملية المونتاج.
مرحلة المونتاج تعتبر بمثابة كتابة ثانية للفيديو قد نرتئي خلالها تغييرترتيب بعض المشاهد أو حذفها أو إضافة أشياء لم تكن مكتوبة في السيناريو، لذلك وجب إيلاؤها ما تستحق من عناية والتعلمل معها بمهارة واحترافية حتى نحصل على فيديو يرقى إلى تطلعات المتلقي الذي أصبح خبيرا في تحليل و نقد كل ما هو رقمي ويستجيب لمعايير الجودة.
وفي ختام هذا الجزء الأول ، نخبركم أعزاءنا الكرام أن الجزء الثاني من هذا المقال سنقدم لكم من خلاله فقرات وتطبيقات عملية لإنتاج فيديو تعليمي احترافي باستخدام الهاتف فقط وبعض الأدوات المساعدة ذات التكلفة المنخفضة.
دعكم، اقترتاحاتكم تعليقاتكم وحتى انتقاداتكم، كل هذا يعني لنا الكثير؛ فلا تترددوا في التعليق أسفل المقال أو التواصل معنا من خلال صفحة "اتصل بنا".
ذ. فؤاد أبشري