تصميم محتوى تعليمي وفق نموذج تيباك TPACK
سعيا منا إلى تقديم كل ما من شأنه أن يساعد الأسرة التعليمية على إدماج أفضل للتكنولوجيا الحديثة للإعلام والتواصل في العملية التعليمية التعليمية وتجويد المحتويات التعليمية الرقمية وملاءمتها مع متطلبات تدريس متعلمي وطلبة القرن الواحد والعشرين؛ وبعدما تناولنا في المقال السابق موضوع إدماج التكنولوجيا الحديثة في الفصول الدراسية وفق نموذج سامر SAMR، سنحاول في هذا المقال التطرق إلى نموذج يهدف ألى ربط المحتوى التعليمي بفنون التدريس الفعال، يتعلق الأمر بموضوع تصميم الدروس والمحتوى التعليمي وفق نموذج تيباك TPACK. فما هو نموج تيباك؟ وما مدى أهمية تطبيقه خلال تصميم المحتويات والموارد التعليمية الرقمية؟
نبذة تاريخية عن نموذج TPACK:
منذ قديم الزمن والخبراء التربوين يعملون جاهدين على تطوير مهنة التدريس وتأطير المهارات والكفايات التربوية والمهنية لرجال ونساء التعليم قصد الرقي بمستواهم وتأهيلهم لمواكبة تطورات ومستجدات العصر، ومن بين هؤلاء العلماء والباحثين، عالم النفس الأمريكي لي شولمان Lee Shulman الذي يرى أن المعلم الناجح هو الذي يعمل على تطبيق الأساليب التربوية المناسبة لموضوع تخصصه ويسعى إلى ربط المحتوى بفن التدريس Pedagogical Content Knowledge (PCK)، ويعتبر أن التكنولوجيا هي أدوات تساعد على التدريس الفعال في مختلف السياقات؛ ليأتي بعده كل من ميشرا Mishra و كوهلر Koehler ويعتبرالمعرفة التكنولوجية من بين الكفايات الأساسية التي ينبغي توفرها في رجال ونساء التعليم وليست شيئا ثانويا يمكن تجاهله والاستغناء عنه، خصوصا مع التطور السريع الذي تعرفه التكنولوجيا، ويضيفا أساسا ثالثا لنموذج شولمان، وهو المعرفة الخاصة بالتكنولوجيا ليصبح نموذجا جديدا اختير له اسم إطار المعرفة الخاص بالتكنولوجيا والمعرفة والمحتوى Technological Pedagogical and Content Knowledge (TPACK) لتصبح مجالات هذا النموذج ثلاثة: المعرفة التكنولوجية TK، المعرفة التربوية PK، معرفة المحتوى CK، بالإضافة إلى المجالات الأربعة المتداخلة بين هذه المجالات والتاتجة عن التفاعل بينها والتي تتمثل في: المعرفة البيداغوجية للمحتوى PCK، المعرفة التربوية التكنولوجية TPK، معرفة المحتوى التكنولوجي TCK، ومعرفة المحتوى التربوي التكنولوجي TPCK. أي ما مجموعه سبع مجالات.
ما هو نموذج TPACK:
يمكن تعريف نموذج TPACK كإطار يمثل معرفة رجال ونساء التعليم بكيفية تعليم موضوع معين باستخدام الأدوات التكنولوجية المناسبة وبالمهارة اللازمة، ويساعدهم على خلق بيئة افتراضية باستخدام التكنولوجيا الحديثة للإعلام والتواصل من خلال المحاكاة وتقديم عروض عمليىة قصد إثبات الظواهر والنظريات والقوانين وتعميق فهمها من طرف المتعلمين والطلبة.
وكمثال حي يبين أهمية توظيف نموذج تيباك من أجل تصميم مورد تعليمي رقمي، توظيف تقنية المحاكاة والتجريب الافتراضي من أجل تمكين الطلبة من اكتشاف موقع كل جزيء من جزيئات الدرة، فهده التقنيات المتطورة تقدم تجربة مماثلة إلى حد طبير للتجارب الحية التي تنجز على أرض الواقع وتوفر على الأساتذة والمؤسسات التعليمية مصاريف وأعباء توفير الأدوات الضرورية لإنجاز هذه التجارب.
وتجدر اللإشارة إلى أن توظيف نموذج تيباك لا يعني بالضرورة توظيف التكنولوجيا الحديثة بقدر مايعني توظيف الحس الإبداعي والتجديد من أجل تكييف المحتويات التعليمية التعلمية مع انتظارات المتعلمين والمتعلمين وجعلها أكثر قابلية للاستيعاب و الفهم.
ومن أجل توظيف أفضل للتكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، يمكن الدمج بين نموذجي سامرSAMR و تيباك TPACK لإثراء التجربة الرقمية وتحقيق الأهداف التعليمية المسطرة من كل نشاط تعليمي تعلمي علما أن التكنولوجيا ما هي إلا وسيلة يمكننا توظيفها في الوقت المناسب وبطرق علمية دقيقة.
ومن بين ألاف المواقع والمنصات الإلكترونية والتطبيقات التي يمكن للاستعانة بها في تصميم لتصميم مواردهم الرقمية نذكر لكم على سبيل المثال:
تطبيقات لرسم الأشكال الهندسية: Geometry Calculator ،FX Draw،Geometry ، Pencil box ...
مواقع للمحاكاة في مجال الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا:Electric Motor، Molecular Workbench، Convex، Johnson Exploration ...
تجدون في المقال السابق والمتعلق بنموذج سامر أمثلة لمجطموعة من المنصات والتطبيقات التي من شأنها مساعدة كل فاعل تربوي في إنتاج الموارد الرقمية وإدماج التقنيات الحديثة في الفصول الدراسية.
ذ.فؤاد أبشري/ فاعل تربوي