نموذج" سامر SAMR" لإدماج التكنولوجيا الحديثة في الفصول الدراسية
مما لا شك فيه أن التكنولوجيا الحديثة للإعلام والتواصل اكتسحت جميع جوانب حياتنا الشخصية والمهنية، وتعلم فنيات وتقنيات التعامل معها بمهارة أصبح لزوما على كل فرد ومؤسسة. ولعل من أكثر المؤسسات احتياجا لإدماج هذه الوسائل الحديثة مؤسسات التربية والتعليم، وأكثر الأشخاص احتياجا لتعلم فنيات التعامل معها نساء ورجال التعليم. حيث أن تعليم أشخاص يستعملون الهواتف الذكية والالواح الحاسوبية صباح مساء لا يمنكن أن يؤدي إلى نتائج مرضية إلا بتوظيف هذه الأجهزة في العملية التعليمية التعلمية. إلا أن نساء ورجال التعليم ينقسمون إلى من يؤيد استخدام هذه التقنيات الحديثة ومن يعارضها؛ حيث يرى المعارضون منهم أن توظيفها ما هو إلا إضافة يمكن الاستغناء عنها ربحا للوقت و تجنبا للأعباء و التكاليف الإضافية.
ولعل ما يجعل الكثير من رجال ونساء التعليم لا يحققون النتائج المرجوة من توظيفهم لهذه التقنيات الحديثة ؛عدم إلمامهم بالطرق العلمية والكيفية السليمة لاستخدامها داخل الفصول الدراسية. فما مدى أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة داخل الفصول الدراسية؟ وكيف يمكننا استخدامها بالنجاعة المطلوبة؟
نموذج سامر SAMR لدمج التقنيات الحديثة في التدريس:
نموذج سامر SAMR أحد أشهر الناماذج التي تم ابتكارها لمساعدة نساء ورجال التعليم على الإدماج الفعال للتكنولوجيا الحديثة في الفصول الدراسية وذلك من خلال أربعة مراحل تعتبر تسمية SAMR اختصارا لها و هي (Substitution Augmentation Modification Redéfinition) والتي تعني باللغة العربية (الاستبدال، الزيادة، التعديل وإعادة التصميم).
مرحلة الاستبدال Substitution:
ويتم فيها اسبدال الوسائل والطرق والمنهجيات التقليدية في التدريس بأخرى حديثة تعتمد على إدماج وتوظيف التكنو لوجيا الحديثة للإعلام والتواصل كأن يتم استبدال السبورة العادية بأخرى تفاعلية ،اعتماد كتب إلكترونية عوض الكتب الورقية، تحرير الوثائق بالحاسوب عوض كتابتها بخط اليد، الاستغناء عن الاختبارات الورقية واستبدالها بأخرى إلكترونية ... ورغم أن هذه المرحلة تعتبر أدنى مرحلة في عملية دمج التكنولوجيا في التدريس إلا أنها تمكن المتعلمات والمتعلمين من التفاعل مع الدرس بشكل إيجابي رغم اختلاف مستواهم وقدراتهم الذهنية وتجعل عملية التعلم سهلة وممتعة.
مرحلة التوسع Augmentation:
وهي المرحلة الثانية بعد مرحلة الاستبدال، وتعتبر تطويرا لها، حيث في هذه المرحلة وبعد استبدال الوسائل والأدوات التقليدية بأخرى إلكترونية حديثة؛ يتم استبدال طرق استخدام هذه الوسائل التكنولوجية والبحث عن طرق ومنهجيات أكثر فعالية ونجاعة، فتطوير والسائل والمعينات البداغوجية دون تطوير كيفية استخدامها لن يحدث أي فرق. وتجدر الإارة إلى كون الوسائل التكنولوجية الحديثة في تطور دائم ومستمر سواء تعلق الأمر بالأجهزة أو بالتطبيقات والبرمجيات؛ لذلك يجب على رجل التعليم أن يكون على اطلاع دائم على كل المستجدات ويختار منها ما يراه أنسب لتحقيق الأهداف التي سطرها لدروسه وأنشطته. وسنوافيكم في آخر هذا المقال بأهم وأشهر التطبيقات التي يمكن توظيفها من طرف المدرسين وكذا تلك التي يمكن استخدامها من طرف الطلاب والمتعلمين.
في هذه المرحلة يتم إعادة تصميم المحتوى أو التعديل على من خلال أدوات جديدة حيث أن هذه الوسائل والتقنيات تسمح بإثراء المحتويات وجعلها أكثر تشويقا وملاءمة لمستوى المتعلمين وتطلعاتهم.
مرحلة إعاد التعريف Redéfinition :
تعتبر ه هذه المرحلة أعلى مستوى من مستويات نموذج سامر SAMR، حيث يقوم المتعلمات والمتعلمون بإنشاء محتويات وإنجاز مهام بشكل كلي باعتماد وسائل وأدوات رقمية معتمدين على ما اكتسبوه من خبرات ومهارات.
مثال حي على إدماج تكنولوجيا التعليم باستخدام نموذج سامر SAMR:
أن يعتمد الأستاذ في تحرير مستنداته على أحد البرانم المخصصة لتحرير ومعالجة النصوص ك Microsoft Word أو WordPad أو Google Docs عوض تحريرها بشكل يدوي فذلك يمثل المرحلة الأولى من مراحل نموذج سامر SAMR "مرحلة الاستبدال" ، وإجراء بعض العمليات والتعديلات عليها كالتنقيح والتديق اللغوي والقص واللصق ... فهو تنفيذ للمرحل الثانية "مرحلة الزيادة" ؛ كما يمكنهم مشاركة هذا المستند على أحد مواقع وتطبيقات التحرير الجماعي (وأشهرها Google Docs) من أجل يدعمه بوسائط ورسوم توضيحي ويتلقى تعليقات وآراء زملائه من كافة أنحاء العالم فهذا تجسيد ل "مرحل التعديل" ؛ وكمثال عل المرحل الرابعة والأخير "مرحلة إعادة الصياغة" : أن يقوم المتعلم بإنشاء عرض تفاعلي على إحدى المنصات المخصصة لذلك ك ناير بود NearPod و كاهووت Kahoot ... أو يقوم بتقاسم منشور على إحدى منصات التواصل الاجتماعي أو غرفة افتراضية من أجل التواصل والتعاون وتلاقح الأفكار.
مزايا إدماج التكنولوجيا الحديثة في الفصول الدراسية باعتماد نموذج SAMR :
- تقديم التغذية الراجعة للمتعلمات والمتعلمين بشكل فوري، حيث أن المتعلم حينما يجتاز اختبار إلكترونيا أو نشاطا تفاعليا يتلقى جوابا فوريا يبين له مدى صحة أجوبته ويقدم له بعض الإرشادات والتوجيهات.
- سهولة تقييم نتائج المتعلمات والمتعلمين.
- أدوات ووسائل تمكن من تكييف المحتوى مع مراعاة الفروقات الفردية بين المتعلمين والمتعلمات.
- استخدام الوسائط المتعددة من أجل تبسيط المواد والمفاهيم المجردة.
- خلق جو تفاعلي وتنافسي داخل الفصل الدراسي.
برانم منصات يمكن توظيفها في إطار إدماج التكنولوجيا الحديثة في الفصول الدراسية:
تحرير الوثائق والمستندات:
من أشهر التطبيقات المخصصة لتحرير و مالجة النصوص على الحاسوب و أكثرها استخداما : Microsoft Word و Google Docs. وتجدر الإشارة إلى أن Google Docs تطبيق مجاني ويتيح إمكانية العمل الجماعي على نفس المستند يحيث يقوم مالك المستند بتقاسمه مع أعضاء فريقه باستخدام بريدهم الالكتروني Gmail ويتيح لهم إمكانية التعديل عليه جميعا وفي نفس الوقت مهما بعدت المسافة بينهم.
إنشاء عروض تقديمية تفاعلية:
باللإضافة إلى البرنامج الشهير والقوي في إنشاء عروض تقديمية الغني عن التعريف Microsoft PowerPoint، توجد العديد من التطبيقيات الأخرى ك Google slide و Active Presenter و َAdobe Captivat وغيرها بالإضافة إلى مجموعة من المواقع الالكترونية التي تتيح إمكانية أنشاء عروض تقديمية En ligne نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: موقع Slide ، موقع PowToon ، موقع ClearSlide .
منصات لإنشاء أتشطة عروض تفاعلية وأنشطة تلعيبية تفاعلية وتقاسمها مع المتهعلمين:
من أشهر المنصات الالكترونية التي تتيح إمكانية عروض تفاعلية وأنشطة واختبارات تفاعلية : منصة Kahoot، منضة WordWall، منصة Padlet، منصة H5P، منصة Nearpod ...
إنشاء اختبارات إلكترونية ذاتية التصحيح:
من أشهر المنصات الالكترونية التي تتيح إمكانية إنشاء اختبارات إلكترونية ذاتية التصحيح: تطبيق Google Forms ، تطبيق Microsoft Forms، بالاضافة إلى بعض المنصات الالكترونية ك موقع برس لاين .
إنشاء أقسام افتراضية:
منصتي Microsoft Teams و Google Classroom أكثرالمنصات استخداما من أجل إنشاء أقسام افتراضية وضم المتعلمين إليها وتقاسم الدروس و الواجبات وتتبع إنجازها والتفاعل المستمر بين المدرس وطلابه. كما أن منصة Nearpod هي الأخرى تمكننا من إنشاء فصول دراسية افتراضية وضم المتعلمين إليها من أجل تقديم دروس وأنشطة متزامنة وأنشطة تفاعلية كما تمكن المتعلمين من التفاعل والتجاوب مع مدرسهم من خلال أدوات بسيطة وسهلة الاستخدام.
هذه المنصات والتطبيقات والبرانم التي تقاسمناها مهكم في هذا المقال ما هي إلا أمثلة بسيطة من بين آلاف التطبيقات التي يمكن استخدامها من أجل جعل حجراتنا الدراسية أكثر حيوية ونشاطا وتحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها.
ذ.فؤاد أبشري