اضطراب عسر الحساب

تعد اضطرابات التعلم لدى بعض المتعلمين من أبرز المعيقات التي تواجه المدرسين خلال مسيرتهم المهنية، خصوصا وأن التعامل مع هؤلاء المتعلمين يتطلب جهدا إضافيا ودراية كبيرة بتقنيات التعامل مع كل اضطراب على حدة. ومن أشهر اضطرابات التعلم وأكثرها انتشارا لدى المتعلمين اضطراب الديسليكسيا ،اضطراب التعبير الكتابي واضطراب عسر الحساب الذي سنحاول أن نسلط عليه الضوء في هذا المقال. فما هو اضطراب عسر الحساب؟ وما هي أعراضه؟ وهل من سبيل لعلاجه؟

ما هو اضطراب عسر الحساب؟

اضطراب عسر الحساب Dyscalculia  أو ما يعرف أيضا باضطراب الرياضيات هو اضطراب متعلق بفهم والتعامل مع الرياضيات وعدم القدرة على تصور الأرقام كمفاهيم مجردة، حيث إن الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب يجد صعوبة كبيرة في فهم واستيعاب قواعد الرياضيات ومفاهيمها وحل المسائل الرياضية. وقد أكدت الدراسات أن ما بين ثلاثة وسبعة بالمئة من الأشخاص -سواء البالغين منهم أو الأطفال- عبر العالم يعانون من هذا الاضطراب.

وعسر الحساب Dyscalculia مصطلح يوناني الأصل، يعني العد بشكل سيئ، وقد تم الحصول على هذا المصطلح(Dyscalculia ) من خلال دمج كلمتين مع بعضهما: الكلمة الأولى Dys وتعني الصعوبة، والكلمة الثانية calculia وتعني العد أو الحساب.

يعود ظهور مصطلح Dyscalculia إلى أواخر الأربعينيات من القرن الماضي حيث تم تعريف اضطراب الحساب مع مرضى يعانون من صعوبات في الحساب نتيجة لإصابة بعض المناطق من الدماغ بأضرار.

ما هي أعراض اضطراب الرياضيات (عسر الحساب)؟

لاضطراب الحساب أعراض كثيرة نذكر منها:

-       صعوبة كبيرة في فهم واستيعاب مفاهيم الأرقام.

-        صعوبة كبيرة في العد بشكل تنازلي.

-        يخطئ الطفل المصاب بهذا الاضطراب في إنجاز عمليات حسابية بسيطة كالجمع والطرح والضرب والقسمة.

-        صعوبة في تذكر الخطوات المتبعة ومنهجية حل المسائل خصوصا إذا كانت معقدة نوعا ما.

-        صعوبة في عد الأشياء (كالنقود مثلا).

-        يصعب على الطفل المصاب باضطراب الحساب أن يميز بعض المتساويات (مثلا: لا يدرك بسهولة أن 5= 7x  7x5).

-        صعوبة كبيرة في التمييز بين الآحاد والعشرات والمئات..

-        عدم كتابة الأرقام بشكل صحيح.

-        صعوبة كبيرة في مقارنة الأعداد.

-        صعوبة في تذكر جدول الضرب.

-        صعوبة في التمييز بين وحدات القياس .

-        الاعتماد على الأصابع في حساب مجموع عددين صغيرين.

-        نفور الطفل من الأماكن والمواقف التي قد تضطره إلى إنجاز عملية حسابية أو حل مسألة رياضية....

أنواع عسر الحساب:

عسر الحساب اللفظي: الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب يستطيعون قراءة الأرقام وكتابتها لكنهم يجدون صعوبة في التعرف عليها عندما تقدم لهم بشكل شفهي.

عسر الحساب العملي: يستطيع الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب التعرف على المفاهيم الرياضية وفهمها لكنهم يجدون صعوبة في ترجمتها إلى مفاهيم عملية وواقعية.

عسر الحساب المعجمي: الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يستطيعون استيعاب المفاهيم والرموز الرياضية والتحدث بها، لكنهم يجدون صعوبة في كتابتها أو فهمها مكتوبة.

عسر الحساب الرسومي: يستطيع الأشخاص المصابين بهذا النوع من الاضطراب فهم واستيعاب المفاهيم الرياضية لكنهم يجدون صعوبة في توظيف الرموز والرسوم بشكل متوافق مع الكمات.

عسر الحساب الإدراكي: الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب من صعوبة كبيرة في إنجاز العمليات الحسابية ذهنيا دون استخدام الأرقام المكتوبة كما يجدون صعوبة في تذكر بعض المفاهيم الرياضية.

عسر الحساب التشغيلي: على الرغم من قدرة الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب على فهم الأرقام وفهم العلاقات التي تربطها فيما بينها، إلا أنهم يجدون صعوبة في إكمال العمليات الحسابية سواء ذهنيا أو بشكل مكتوب.

علاج اضطراب عسر الحساب:

اضطراب عسر الحساب اضطراب غير قابل للشفاء بشكل تام، إلا أنه يمكن التخفيف من حدته ومنع تطوره من خلال اتباع الخطوات التالية:

-        مراعاة الفروقات الفردية بين المتعلمين وتنويع أساليب التدريس بما يناسب كل حالة على حدة.

-        علاج الاضطرابات النفسية في حالة وجودها.

-        بلورة خطة دقيقة ومدروسة لتدريب الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب على إنجاز العمليات الحسابية وضبط المفاهيم الرياضية.

-        إنجاز تمارين وأنشطة رياضية باستمرار وتكثيفها.

-        تقسيم المواضيع الرياضية إلى وحدات كي يسهل على الشخص المصاب استيعابها والتمكن منها.

-        ممارسة بعض الألعاب التي تتطلب توظيف بعض المفاهيم الرياضية وحل المسائل وإنجاز العمليات الحسابية.

-        الاستعانة ببعض البرامج المعلوماتية والتطبيقات الجوالة المخصصة بهذا الغرض.

-        مراعات القدرات الذهنية والعقلية للشخص المصاب.

وختاما:

تمكين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب عسر الحساب - أو أي اطراب آخر- من تطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم ومساعدتهم على تخطي عقباتهم رهين بتدخل كافة الأطراف المعنية من أسرة ومدرسين وأخصائيين ... والتنسيق فيما بينهم من أجل تتبع وضع هؤلاء الأشخاص ومدى تحسن مستواهم واستجابتهم للعلاج.

ذ. فؤاد أبشري