" قل لي وسوف أنسى، أرني ولعلي أتذكر، أشركني وسوف أفهم" مقولة للحكيم الصيني كونفيشيوس يبين من خلالها أهمية التعليم من خلال إشراك المتعلمات والمتعلمين في بناء الدرس من خلال جعلهم محور كل نشاط تعليمي تعلمي سواء داخل حجرة الدرس أم خارجها، ولعل أهم وسيلة لإشراك المتعلمات والمتعيمين في بناء تعلماتهم والانتقال بهم من مرحلة التلقي السلبي إلى مرحلة الإنتاج والتفاعل الإيجابي مع محيطهم وما يعرفه من تطورات ومستجدات اعتماد بيداغوجيا المشروع.
الأستاذ محسن بن عمر- وهو أستاذ بمدرسة عيون الساقية الحمراء التابعة للمديرية الإقليمية للتربية والوطنية بالمضيق الفنيدق- أعطى خير مثال لإدماج بيداغوجيا المشروع من خلال اشتغاله طيلة السنة الدراسية الحالية 2023-2024 على مشروع تربوي هادف تحت عنوان "رحلة الإبداع الرقمي والورقي: إنتاج قصص مصورة"، يهدف من خلاله إلى تعزيز المهارات اللغوية والفنية لتلاميذ المؤسسة من خلال الدمج بين القدرات الذهنية لتلاميذه مع ما توفره التكنولوجيا الحديثة من وسائل وأدوات رقمية تساعد على الإبداع إطلاق العنان لمخيلة الطفل.
ولعل ما يميز هذا المشروع أنه ركز على إكساب المتعلمات والمتعلمين مهارات وفنيات استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة وعلى رأسها منصات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي أصبح ميزة من ميزات العصر، وتوظيفه توظيفا سليما من خلال جعله أداة مساعدة تسهل عملية الإبداع الفني والأدبي وليست بديلا للذكاء البشري الذي أنعم الله عليهم به، حيث حرص الأستاذ على توعية تلامذته بضرورة استخدامهم لقدراتهم الذهنية ومهاراتهم خلال إنتاجهم للقصص المصورة التي اشتغلوا عليها في إطار المشروع، سواء في ما يتعلق بإنتاج النصوص وبناء الحبكة الدرامية أو في ما يخص إنتاج الصور المرافقة لها خصوصا وأنه فنان تشكيلي وله مجموعة من الإبداعات في ميدان الرسم والتشكيل.
وتجدر الإشارة إلى أن مدسة عيون الساقية الحمراء الفنيدق استطاعت التأهل إلى المرحلة الوطنية والنهائية لمسابقة أستاذ السنة في دورتها السادسة والتي تنظمها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بشراكة مع جمعية أصدقاء المدرسة العمومية ومؤسسة الزهيد بمشروع "رحلة الإبداع الرقمي والورقي: إنتاج قصص مصورة" للأستاذ محسن بن عمر ومشروع ''الإذاعة والتلفزة المدرسية" للأستاذ عادل المزياني، كما أنه سبق لها أن فازت فيها بالجائزة الجهوية الأولى خلال النسخة الرابعة من خلال مشروع تربوي تقدم به الأستاذ فؤاد أبشري.
