3
مقالاتنا

كيف تجهزين طفلك لعيد الأضحى؟ "الإعداد النفسي للطفل لعيد الأضحى"

 بمناسبة عيد الأضحى المبارك، يسعد فريق موقع شذرات تربوية أن يقدم لكم مقالا تربويا للأستاذة والفاعلة التربوية عن أهمية الإعداد النفسي للأطفال وتهييئهم للاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة.

نصائح وتوجيهات من أجل إعداد الطفل نفسيا لعيد الأضحى

حسناء لقمان/ أستاذة وكوتش مدرسي

تتميز أيام العيد بالفرح و السعادة ، حيث نجد الطقوس و العادات تختلف من منزل الى اخر؛ من حلويات ، و تزيينات …، فالعيد لا يقتصر فقط على الماديات و الملابس، بل هي السعادة التي تلملم العائلة بأكملها بحب و احترام و تلك القيم التي تبنى في قلوب أطفالنا مع زرع ثمار قوية تنمو بالاحسان و العطف على الفقراء و المساكين.

يعتبر عيد الأضحى من المناسبات التي تثير فضول  الاطفال، حيث يظلون يطرحون اسئلة حول العيد ، محاولين اكتشاف أشياء جديدة  حارصين  على مشاهدتها. لكن المشكل يكمن في ردود  أفعالهم بعد مشاهدة عملية الذبح؛ قد نجد طفلا سعيدا  يرقص بجناحيه الصغيرتين   و يتحرك بكل حماس فرحا  بأجواء العيد، حيث يبدأ بتهييء نفسه لهذه المناسبة بأعمال يدوية كصنع تمثال لخروف العيد أو تلوين بعض الرسومات ذات الصلة بمناسبة العيد، و البعض الآخر يساعد والديه في اعداد الحلوى   و الآخر  مصدوم يبكي خوفا من رؤية المشهد او تعلقا بصديقه الجديد الذي اصبح ونيسا له ، الشيء الذي من شأنه أن يؤدي به إلى الإصابة بصدمة نفسية تجعله يتجنب اكل اللحوم، والتي قد تستمر لفترة قصيرة أو لبقية حياته.

ما هو السن المناسب للطفل لرؤية ذبح الأضحية؟

تختلف شخصية الطفل من طفل الى اخر حسب ظروف عيشه و بيئته التي تؤثر بطريقة غير مباشرة على افكاره و شخصيته. حيث إن الطفل الذي يعيش في القرى يختلف بفرق كبير على الطفل الذي يقطن في المدينة، فالاول يعيش معظم اوقاته برفقة اصدقائه الحيوانات و يشاهد بكثرة مشاهد العنف والذبح عكس الطفل المدني الذي يقضي معظم أوقاته  مع هاتفه، فهو يكون اكثر عرضة للخوف والصدمة جراء مشاهدته لعملية الذبح.

يحبذ أن لا يشاهد الطفل عملية الذبح حتى يبلغ سن السعي "عشر سنوات" كما ينصح بعض العلماء، وهو السن الذي بلغه سيدنا إسماعيل عليه السلام  عندما رأى والده إبراهيم -عليه السلام- أنه يذبحه في المنام وفداه الله بذبح عظيم؛  لأن الطفل قبل هذا السن لا يدرك المعنى والهدف من الذبح.

كيف تؤثر ذبح الأضاحي على نفسية وسلوك الأطفال؟

ذبح الخروف امام الطفل يعتبر جريمة بالنسبة له او تعذيبا لذلك الحيوان، ربما لا يستوعب ما يشاهده لصغر سنه فتظل الفكرة راسخة في ذهنه مهما كبر في السن، لذلك يجب أن نحاول توعية الطفل بهذه لشعيرة الدينية ، دون الخوض في التفاصيل التي قد تصدمه، مع توضيح التركيز على المكانة الاجتماعية و الدينية لهذه الشعيرة.

قبل السماح لطفلك بمشاهدة عملية الذبح، يجب الأخد بعين الإعتبار التطور العقلي للطفل و النمو الفكري له ، فقد يصاب الطفل البالغ من العمر 3 سنوات والذي لم يعتد على رؤية الحيوانات وهي تذبح أمامه بمشاكل نفسية(كالخوف والذعر ، وقضم الأظافر ، ومص الإبهام ، والتلعثم ، والانسحاب ، والعزلة).

أما الطفل البالغ من العمر سبع سنوات ، فقد يكون في "سن خطيرة". بطريقة ما ، لأنه بدأ يفكر في الله ، ومعنى الموت والضياع او ينجم عنه سلوك عدواني، حيت يصبح طفلا عدوانيا ، فتصبح لعبته المفضلة السكاكين و العنف ثم الجريمة في بعض الأحيان.

كيف تؤهل طفلك لذبح الأضحية؟

شرح فكرة الأضحية: 

تقدم حسناء لقمان معلمة التعليم الإبتدائي بضعة طرق لشرح فكرة نحر الأضحي بطريقة ممتعة و مشوقة مرتكز على القيم النبيلة : 

اول مرحلة يمكن لكل ام او اب تقديم لطفلها هي تحضيره وتهيئته للموضوع، حيث تعتبر التهيئة النفسية من أهم المراحل  التي تساعد الطفل على تقبل عملية الذبح وفهمها بشكل أفضل دون أي تأثيرات سلبية. 

يجنصح بتقديم شريط تثقيفي يشرح معنى الذبيحة وعيد الأضحى ومعنى الذبح في المقام الأول. كما يجب أن يعلم الطفل أن اللحم الذي يأكله في حياته اليومية يأتي من الذبائح.

فهمي طفلك ان الكبش ضيف مؤقت و لايجب التصوير معه او اللعب معه كثيرا حتى لا يتعلق به اكثر، تفاديا لأية تأثيرت قد تنتج عتن ارتباذه النفسي والعاطفي به.

اشغليه بأنشطة اخرى كي لا يتعلق بالخروف ، مثلا شراء الحلويات او اشغال منزلية .

اصطحاب طفلك لشراء ملابس العيد الجديدة يدخل على قلبه الفرحة و البهجة.

احكي له قصة عيد الاضحى بطريقة ممتعة و مشوقة و كذا استعملي نبرة صوت هادئة و دافئة لكي يحس بأن ما يحدث شيء عادي و ليس هنالك داعي للخوف.

شاهدي معه فيلم كارتون يحكي عن قصة النبي ابراهيم عليه السلام و حضري له الفشار كي يزداد حماسه اكثر.

اشتركي معه بعض الأنشطة التربوية كي يصنع خروفا عن طريق الاعمال اليدوية واشرحي له خلال عملكما أهمية الأضحية والاحتفال بالعيد.

التركيز على مناسك الحج بخطواته في هذه الأنشطة أمر مهم جدًا؛ لكي يزرع في ذهن الطفل البهجة والسعادة ويتكتشف الشعائر الدينية الأخرى المرتبطة بعيد الأضحى غير نحر الأضحية.

الحرص على عدم السخرية من تصارفات اطفالكم و تفادي التنمر على ردودهم، لأن ذلك قد يكون سببا في خلق عدم الثقة في نفوسهم.

اعطاءه مهمة توزيع الصدقة على المحتاجين و مساعدتك في العيد كتقديم الحلوى، فهي تساعد على بناء الثقة بنفسه.

عيد الأضحى مناسبة يتشبع خلالها اطفالنا بعدة قيم دينية و كذا انسانية منها : 

الإيثار: يجب عليك اختيار أفضل جزء من الأضحية ، والتبرع به على الأقارب والمحتاجين، فالهدف الرئيسي من عيد الاضحى هو التصدق على الفقراء و المحتاجين، حيت ان ذلك يجعل الطفل ينمي بدوره حسه الانساني بمساعدة غيره.

صلة الرحم : تقوية روابط المحبة بين الاخوة و الأقارب والتقرب من بعضهم البعض من خلال تبادل التهنئة .

آدب المعاملة: احترام الوالدين ، احترام كبار السن .

التضحية ونكران الذات: تأسيا بسيدنا اسماعيل عليه السلام  حينما ضحى بنفسه طاعة لأبيه وامتثالا لأوامر ربه عز زجل. 

حمد لله وشكره على نعمه : حيث يتعلم الأطفال حمد الله على نعمه الكثيرة خلال أيام العيد.

الرحمة والرفق بالحيوانات:  وذلك من خلال اتباع ستة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام في التعامل مع الذبيحة من لين ورفق بها وإكرامها قبل ذبحها وعدم تعذيبها أثناء الذبح وعدم ذبحها أمام إخواها وذبحها بسكين حاد...

الأفكار الصحيحة : ترسيخ العقيدة الصحيحة في أذهان الأطفال بأن الله لا يأمرنا إلا بالخير العظيم.

فرصة جديدة : تعليمه صلاة العيد و الطقوس و العادات الدينية التي يأمرنا بها الله سبحانه و تعالى.

 ختاما :

 العيد فرصة لإعادة النظر في طريقة تعاملنا مع أبنائنا والعمل على تشبيعهم بالقيم الإنسانية، قيم تستمد شرعيتها ومصداقيتها من كونها تنهل من سيرة سيد الخلق ودستور البشرية كتاب الله عز وجل قصد إعداد مجتمع سليم ومتراحم.

موقع شذرات تربوية
بواسطة : موقع شذرات تربوية
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-