حسناء لقمان
علاوة على كونه عبادة نتقرب بها من الله عز وجل، يعد الصوم بيداغوجية تربوية ومدرسة تكسب المتعلم نظريات تهدف لتعلمه عدة مفاهيم أساسية في الدين الإسلامي الحنيف، حيث يعد الصوم من أركان الإسلام الخمسة اللتي تربي المتعلم على الإيمان والتقوى والصبر، و تجنب الكذب و الغِشّ و الكلام الفاحش، و التصالح مع الذات اكثر و التقرب من الله تعالى.
يعتبر رمضان، مدرسة تعليمية تعلمية تتأسس على مبادئ تربوية تكسب المتعلم قيما و أخلاقا و تربيه ليخطو خطوات مستقيمة، فيأتي رمضان يصلح لنا ما كسرناه من عادات و يبني جسرا جديدا من الأخلاق الحميدة. قماهي القيم التربوية التي يمكن المتعلم اكتسابها خلال هذا الشهر الفضيل؟ وكيف يمكننا مساعدة صغارنا على حسن استغلاله؟
القيم التربوية :
منذ نعومة أظافرهم، يبدأ التلاميذ في التعود على صيام بعض الايام من شهر رمضان، الشيء الذي يجعلهم يتشبعون بمجموعة كم القيم الحميدة كالصبر و التحمل و التعاون و التعاطف مع بعضهم البعض. تركز بيداغوجية الصيام على تعليم المتعلم :
1. قيمة الادخار حيت انه يوفر مدخوله اليومي، فيضع البعض منه في حصالة كي يجمع مبلغا ماليا و يشتري به ما يحتاج، و النصف الأخر يصدقه للفقراء و المحتاجون فينمي إنسانيته و تعاطفه مع الآخرين.
2. ينمي الحس المعرفي : رمضان فرصة لتطوير المتعلم في معلوماته التعلمية و الدينية حيت تلجأ معظم المدارس إلى تخصيص ركن لقراءة قصص الأنبياء، مما يساعد المتعلم على تنمية مكتسباته القبلية و المعرفية ويكتسب ثقافة إسلامية.
3. ينمي الحس الحركي : في رمضان تكثر الأعمال المنزلية، حيت المتعلم يحاول مساعدة أهله في هذه الأخيرة، مما ينمي قدراته الجسدية و يبعد عنه الخمول و الكسل والاتكال على الآخرين.
4. ينمي الحس البصري : في رمضان، يحس المتعلم الصائم بالجوع و العطش مما يجعله يلاحظ ما يحس به الفقراء و المحتاجون و بهذا ينمي المتعلم إدراكه البصري و يطور انتباهه للأشياء الصغيرة التي تدور حوله كي يعرف قيمتها اكثر مستقبلا .
5. ينمي الحس السمعي : في رمضان تكثر الكلمات الطيبة كالشكر و الحمد، فهي فرصة كي يكتسب مهارات الصدق و تلاوة القرٱن، فينمي سمعه على ذكر الله مما يؤثر على شخصيته مستقبلا.
6. تنمية مهاراته الحياتية، حيث يتعود المتعلم منذ صغره على :
• التأقلم و الصبر،و هذا ما سمي قديما بصوم العصافير، فهو نوع من التدريب النفسي كي يصوم ما يقدر عليه من وقت وبهذه الطريقة يتعود الطفل على الصيام تدريجيا .
• ينمي الصيام كذلك قدرة المتعلم على التحكم في الذات و الابتعاد عن المحرمات و الشهوات و التفكير فيها وكذا تجنب الكذب و السرقة و الأخلاق الغير المحببة عند الله سبحانه و تعالى.
فوائد الصوم النفسية للمتعلم
• يعد الصوم مستشفى لعلاج الأمراض النفسية التي تؤثر مباشرة في تعلمات القسم وذلك من خلال :
1. انخفاض حدة التوتر عند التلاميذ : حيت ان تنظيم الأكل يحافظ على الغدة الكظرية التي تنتج هرمون الكوريتزول قليلا الذي يساهم في نقصان مستويات التوتر وبالتالي يساهم التقليل من الشجارات والمشاحنات مع بعضهم البعض.
2. الشعور بالأمان و الاطمئنان في القسم : رمضان شهر الراحة النفسية، حيت يتعود معظم المتعلمين على الهدوء و السكينة مما يساعدهم على الإحساس بالأمان و الاطمئنان في القسم، وتجنب الشجار و افتعال المشاكل وينمي ثقتهم بأنفسهم.
ختاما:
يمكننا القول بأن شهر مضان الفضيل من أهم المحطات التي يجب علينا استغلاها لتعليم صغارنا ومتعلملنا على الأخلاق الفضيلة والأخلاق النبيلة و تصحيح أخطائنا في تربيتهم و تشجيعهم على التغيير وتحسين علاقتهم بالآخرين .