"الذكاء الاصطناعي AI" بين الاعتماد عليه والتخوف من قراراته
بقلم: عدي الخضر
من بين المصطلحات التي أصبحت التي أصبحت شائعة في الآونة الأخيرة وكثر الحديث عنها بين المهتمين بميدان الإعلاميات وغيرهم، مصطلح "الذكاء الاصطناعي "، وهو مصطلح يشار به إلى قدرة الحاسوب والربوتات التي يتحكم فيها على أداء مجموعة من المهام التي يؤديها الإنسان والتي تحتاج إلى ذكاء. والذكاء الاصطناعي أحد فروع علم الحاسوب، وقد عرفته العديد من المؤلفات على أنه نظام ذكي قادر على التصميم وأداء المهام واتخاذ القرارت والمواقف التي تزيد من فرصه في أداء المهام الطلوب منه أداؤها.
وكان أول عمل جوهري في مجال الذكاء الاصطناعي قام به عالم الرياضيات ورائد الحاسوب البريطاني آلان تورينغ، حيث أعلن تورينغ في عام 1950 أنه في يوم من الأيام سيكون هناك قادرة على مضاهاة الذكاء البشري إلى حد كبير وإثبات هذا الأمر من خلال جعله يجتاز اختبارات صارمة.
ويؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل كل قطاع صناعي وعلى كل إنسان على هذا الكوكب، ومن المتوقع أن يصبح المحرك الأساسي لجميع التقنيات الناشئة مثل جمع البيانات الضخمة والروبوتات وإنترنت الأشياء، ومن المتوقع أيضاً أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً أكبر خلال السنوات القادمة.
وقد بدأ الحديث مؤخرا عن برنامج ذكاء اصطناعي جديد متطور إلى أبعد مما يمكن لأي إنسان؛ وما نقصده هنا هو البرنامج الجديد أطلق عليه اسم ChatGPT (Generative Pretrained Transformer 3) وهو برنامج لمعالجة اللغة، يتفاعل مع المستخدم من خلال الحوار كتابة على الموقع الإلكتروني الخاص به، تم إطلاقه في شهر نوفمبر من العام المنصرم 2022، يعمل وفق آلية "تعلم الآلة".
والبرنامج يتفاعل بطريقة المحادثة. يتيح الحوار مع البرنامج الإجابة على أسئلة المتابعة والاعتراف بأخطائه ورفض الطلبات غير الملائمة، ويعتبر البرنامج حالياً أشهر نماذج الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة على الإنترنت.
وقد أفاد مجموعة ممن استخدموا هذا البرنامج الجديد من خلال تغريدات وفيديوهات قاموا بتقاسمها على حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، أفادو، أن على أنه (أي البرنامج) له انطباع جيد حول نفسه وجد معتز بنفسه وبما يقوم به.
وهذا البرنامج قادر على فهم لغة الإنسان كتابة ونطقا، وما يفسر ذلك هو أنه يحب أن يصف نفسه برنامج الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة، مما يسمح له بفهم المعلومات التي يتم تزويده بها من طرف الإنسان كما أنه دائما يفكر جيدا وبسرعة فائقة قبل أن يرد على طلبات مستخدميه.
ووفق المستخدمين، فإن البرنامج يمتنع عن الإجابة عن الأسئلة عندما تشكل الردود نوعاً من الخطر سواء للسائل أو للمجتمع بوجه عام ويتوقف حينها عن المساعدة في مثل هذه الطلبات الخطرة كما أنه لا يسمح لمحاوره بالخوض في مثل هذه المواضيع.
في الحقيقة يبدو الأمر في ظاهره بسيطاً، برنامج تطرح عليه الأسئلة فيقوم بالبحث ويعود إليك بالنتائج بسرعة، لكن تقنية القيام بذلك أكثر تعقيداً مما قد تبدو عليه.
وبالإضافة إلى فالذكاء الاصطناعي دائما مقترن بما يصطلح عليه "المعايير الأخلاقية" و"المخاوف من تعدي الحدود"، والخبراء يسعون إلى التحسيس بمدى حساسية أن توضع تقنية شديدة التقدم وسريعة التطور بهذا الشكل بين أيدي الجمهور بلا حسيب أو رقيب، ويحذرون مما يمكن أن ينتج عن ذلك من إذا ما تُرك المجال أمام البرنامج لتعليم نفسه بنفسه دون مراقبة من القائمين على وتطويره وتشغيله وتسييره.
ولهذا السبب ولغيره، وضعت الشركة المنتجة للبرنامج تحذيرات لما يطلبه المستخدمون منه، فلو أنك سألت مثلاً عن كيفية التنمر على شخص ما، سيتم إخبارك بأن التنمر أمر سيء.
فإن سأله شخص عن قصة دموية – على سبيل المثال-، فإن ردة فعله ستكون لا محالة إغلاق مساحة الدردشة، والأمر نفسه حينما يسأله شخص عن أمور تتعلق بالنصب والاحتيال والأسلحة ...
ومع وجود خطط لإدماج ChatGPT في نظامه، يأمل محرك البحث Bing في فهم استفسارات المستخدمين بشكل أفضل وتقديم محرك بحث أكثر حوارية، لكن ليس من الواضح إلى الآن ما الذي توصلت إليه شركة مايكروسوفت في هذا الموضوع.