المدرسة المغربية وتحدي إدماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
تواجه المدرسة العمومية تحديا صعبا أمام توازنها التربوي من خلال إدماج الأطفال ذوي الإعاقات الصعبة في اقسام عمومية حيت إنها تحمل الاستاذ(ة) مسؤوليات وأعباء إضافية قد تؤثر على السير العادي للدروس والأنشطة التعليمية التعلمية وتمس بحق المتعلمات والمتعلمين الاخرين في الاستفادة من التعلم في ظروف مناسبة وتهدر جزءا مهما من زمنهم المدرسي. فماهي السبل الكفيلة بتمتيع الاطفال ذوي الإعاقات الذهنية والجسدية من حقهم الطبيعي في التعلم وبناء شخصيتهم وصقل مهاراتهم وتطوير مواهبهم دون المساس بالزمن المدرسي للأطفال الآخرين ؟
الفرق بين المدرسة الدامجة والمدرسة الإدماجية :
المدرسة الإدماجية : هي مدرسة تضع الاطفال ذوي الإعاقات الصعبة في أقسام خاصة بهم ومجهزة بكل ما من شأنه أن يسهل تعلمهم تحت تأطير وإشراف أستذة استفادوا من تكوين خاص وتم تأهيلهم للتعامل مع هذه الفئة من المتعلمات والمتعلمين وتكييف الدروس والأنشطة حسب ما يناسب وضعية كل واحد منهم على حدة.
المدرسة الدامجة : وتعني دمج الأطفال ذوي الإعاقات الصعبه في المؤسسات العمومية من خلال توزيعهم على الأقسام إلى جانب الأطفال العاديين ليدرسوا بنفس الطريق التي يدرسون بها وتحت إشراف أساتذة - في غالب الاحيان - لم يستفيدوا من أي تكوين خاص ولم يتم تاهيلهم لتدريس هذه الفئة من الاطفال والتعامل معهم بكيفية سليمة مبنية على أسس علمية و بيداغوجية سليمة.
الاطفال المعنيون بالتربية الدامجة:
- الأطفال ذو اضطرابات التعلم؛
- أطفال في وضعية إعاقة؛
- الأطفال اليتامى؛
- الأطفال المتخلى عنهم؛
تعريف الإعاقة :
تعتبر الإعاقة من القضايا الاجتماعية التي تختلف ابعادها حسب نظرة الناس ، ويمكن تعريفها كقصور جزئي او كلي في جسم الطفل
و التي تؤثر على متطلبات حياته اليومية و تعيق قدراته، و تنقسم هذه الإعاقات إلى عدة أنواع مختلفة نذكر منها:
- الإعاقة الجسمية والحركية؛
- الإعاقة العقلية؛
- الإعاقة البصرية؛
- الإعاقة السمعية؛
مشروع المؤسسة الدامجة في أربعة أعمدة :
عمود مبدئي : يخص مجموعة من الثمثلات السلبية و الأفكار النمطية التي يجب تجنبها احتراما لمبادئنا و اخلاقنا كدولة اسلامية تنهي عن التنمر وإلحاق الاذى بالآخرين بجميع انواعه؛ حيث يجب التعامل مع كل الأطفال بنفس الطريقة وعدم التمييز بينهم مهما كانت حالتهم الصحية او النفسية بغية خلق تكافؤالفرص بينهم و إتاحة فرصة جديدة للأطفال في وضعية صعبة للتعبير عن ذواتهم و خلق قنوات للتواصل مع الآخرين وبناء صداقات وعلاقات مبنية على الاحترام والتعاون والعطاء المتبادل.
عمود تقني : و هو من بين الأعمدة الضرورية، و يرتكز على توفير الوسائل التعلمية و الأدوات الديداكتيكية و البيداغوجية للتعلم والتعليم قصد مساعدة المتعلمات والمتعلمين المعنيين على فهم و استيعاب الدروس مع أخد نوعية إعاقتهم بعين الاعتبار و تكييف الأنشطة الوسائل التعلمية حسب ثعتراتهم ودرجة الصعوبات التي تواجههم، و كذا الحرص على جعل فضاء التعلم (سواء تعلق الامر بحجرة الدرس أم بفضاءات أخرى) تستجيب لمتطلبات فئتهم العمرية وحالتهم الصحية وتوفر لهم الولوجيات وتساعدهم على التحرك بكل سهولة ومرونة وتساعدهم على صقل مهاراتهم ومواهبهم وباء شخصيتهم وتعزيز ثقتهم بنفسهم.
عمود تكويني : و يتمثل في تمكين الأساتذة المعنيين بتدريس الاطفال في وضعية أعاقة من تكوينات مستمرة قصد أعدادهم وتأهيلهم لتقديم أفضل ما يمكن لهؤلاء الأطفال والتعامل معهم بطرق بيداغوجية سليمة تراعي الحالة الصحية والنفسية والذهنية لكل حالة على حدة، وكذا جعلهم (أي الأساتذة) على اطلاع دائمومستمر على كل المستجدات التربوية المتعلقة بميدان تخصصهم.
عمود سلوكي : ويتمثل في تقويم سلوكيات وتصرفات هؤلاء الأطفال من خلال دمجهم في مختلف الأنشطة التربوية التي ستساعدهم بدورها على تحسين و ربما معالجة الصعوبات التي تواجههم في وقت وجيز، وإعطائهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وحاجياتهم والاندماج في الوسط المدرسي وبناء علاقات اجتماعية مع زملائهم وأساتذتهم ومختلف الأشخاص المحيطين بهم.
إكراهات التربية الدامجة :
كأي مشروع ، يواجه مشروع التربية الدامجة مجموعة من الأكراهات والعراقيل التي قد تعيق تمكين الأطفال ذوي الأعاقات الحادة من حقهم في التعلم و أهمها:
- ضعف التكوينات الموجهة للأساتذة في مجال التعامل مع الاطفال في وضعية إعاقة؛
- عدم توفير الوسائل والمعينات الكفيلة بإنجاح عملية تدريس هذه الفئة من الأطفال؛
- صعوبة التعامل مع أطفال التوحد الحاد؛
- غياب التشخيص الأولي لحالة الطفل و البحث الاجتماعي الذي يساهم في فهم اكثر حالة النفسية لطفل؛
ختاما :
يتعين على الجهات المعنية التفكير والبحت عن حلول جدية لإدماج الأطفال الذين يعانون من إعاقات حادة في الوسط المدرسي وتمتيعهم بكافة حقوقهم دون أن يكون ذلك على حساب استفادة الأطفال الآخرين من هذا الحق، من خلال توفير مؤسسات خاصة بتعليمهم وتربيتهم على مستوى كل مدينة وتجهيزها بكل الوسائل والادوات الضرورية وتوفير موارد بشرية مؤهلة وكذا تأمين شروط التنقل والإقامة بالنسبة للأطفال الذين يقطنون بعيدا عن هذه المراكز .
حسناء لقمان / كوتش تربوي