ذ. فؤاد أبشري
تنص مختلف الأدبيات التربوية والمذكرات الرسمية الصادرة عن وزارة التربية
الوطنية منذ عقود من الزمن، وعلى رأسها المذكرة رقم 42 الصادرة عن وزارة التربية
الوطنية والشباب بتاريخ 12 أبريل 2001، على ضرورة الارتقاء بالحياة المدرسية
والأنشطة الموازية باعتبارها وسيلة للنهوض بالمنظومة التربوية وتحسين مستوى
المتعلمين ومساعدتهم على بناء شخصيتهم وصقل مواهبهم، وذلك من خلال تفعيل دور
الأندية التربوية كآلية لتدبير الأنشطة الموازية والارتقاء بها. فما هي الأندية
التربوية؟ وما الغاية من تأسيسها؟
ما هو النادي التربوي؟
النادي التربوي آلية لتنشيط الحياة المدرسية وتفعيل أنشطتها، وفضاء لتبادل
التجارب والخبرات بين الأساتذة المشرفين على النادي ومجموعة متجانسة من المتعلمات
والمتعلمين الذين تجمعهم نفس الميولات والهوايات والذين انخرطوا فيه بكل طواعية،
في جو يسوده الشعور بالانتماء والاحترام المتبادل وتقبل الاختلاف وروح الفريق...،
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فالأطفال الذين يجمعهم حب المسرح والتمثيل يقبلون على
الانخراط في نادي المسرح، وأولئك الذين يستهويهم الرسم والتشكيل ينخرطون في نادي
الرسم والفنون التشكيلية ...
ونظرا لما لهذه الأندية من أهمية بالغة، فقد نصت المذكرة السالفة الذكر على
ضرورة تخصيص يوم 20 أبريل 2001 لإعطاء انطلاقة جديدة للأندية التربوية، وذلك من
خلال تجديد الأندية التربوية المتوفرة بالمؤسسات التعليمية آنذاك وتأسيس أندية جديدة
بالمؤسسات التعليمية التي لا تتوفر على أندية تربوية وذلك من أجل تحقيق مجموعة من
الأهداف والتي حددتها المذكرة الوزارية في:
-
تنمية روح المواطنة
وترسيخ القيم الأخلاقية لدى المتعلمات والمتعلمين؛
-
توعيتهم وتحسيسهم بأهمية
العمل الجماعي؛
-
إذكاء الفضول العلمي
والمعرفي لديهم؛
-
فسح المجال أمامهم لتفجير
طاقاتهم الإبداعية؛
-
تعريفهم بقضايا محيطهم
ومجتمعهم وإعطائهم الفرصة لمعالجتها.
ومن بين الترتيبات التي نصت عليها المذكرة من أجل تحقيق هذه الأهداف المسطرة:
-
التعريف بالأندية
التربوية وأنشطتها؛
-
وضع برامج عمل سنوية
للأندية التربوية؛
-
إقامة معارض لإبراز إنتاجية
هذه الأندية؛
-
تنظيم مسابقات ومنافسات
في المجالات التي تندرج ضمنها أنشطة الأندية؛
-
إقامة شراكات تعاون مع
مكونات المجتمع المدني والمقاولات ومختلف الجهات المعنية والانفتاح على المحيط
الخارجي للمؤسسات التعليمية.
وقد أعقبت هذه المذكرة مجموعة من المذكرات الوزارية والدلائل التربوية الأخرى
(وأبرزها دليل الحياة المدرسية) التي تؤطر عمل الأندية التربوية وتؤكد على ضرورة النهوض
بها وتفعيل دورها بالمؤسسات التعليمية.
مبادئ الأندية التربوية:
تقوم الأندية التربوية للمؤسسات التعليمية على مجموعة من المبادئ وهي:
-
الحق في الانخراط في الأندية
التربوية والانضباط لمواثيقها؛
-
المشاركة الفعالة في
أنشطتها؛
-
المبادرة والعمل الجماعي؛
-
التعلم الجماعي؛
-
التعاون والتضامن؛
-
التواصل والاستماع
للآخر؛
-
النقد البناء وتقبل الآخر؛
خطوات تأسيس نادي تربوي:
من أجل تأسيس نادي تربوي لا بد من اتباع الخطوات السبع الآتية:
الخطوة الأولى:
يتم عقد اجتماع المجلس التربوي من أجل اختيار الصيغة المناسبة لتأسيس النادي
من بين الصيغ الثلاث التي نص عليها دليل الحيات المدرسية والتي هي كالتالي:
الصيغة الأولى: صيغة النادي الوحيد، بحيث يتم تأسيس ناد تربوي وحيد بالمؤسسة
تتشعب عنه مجموعة من الأندية الفرعية على شكل لجان وظيفية.
الصيغة الثانية: صيغة الناديين، بحيث يتم تأسيس ناديين تربويين بالمؤسسة،
أحدهما يسمى نادي التفتح العلمي والتكنولوجي والمهني، والآخر يحمل اسم نادي التفتح
الاجتماعي والرياضي، وينضوي تحت كل منهما أندية فرعية مقسمة حسب نوع الأنشطة التي
تؤطرها. مع ضرورة تشكيل لجنة مكلف بالتنسيق بين الناديين تحت إشراف المجلس
التربوي.
الصيغة الثالثة: صيغة الأندية المتعددة، بحيث تعطى الحرية للمؤسسة في إحداث
العدد الذي تراه مناسبا من الأندية التربوية شريطة عدم إحداث ناديين أو أكثر في
نفس المجال. مع إحداث لجنة مكلفة بالتنسيق بين الأندية تحت إشراف النادي التربوي.
الخطوة الثانية:
في هذه المرحلة يتم تحديد الخطوط العريضة لتأسيس النادي (اسم النادي، التصور
العام ودواعي تأسيس النادي، الأهداف التي ينتظر تحقيقها، تصور أولي لبرنامج
الأنشطة التي يعتزم النادي تنظيمها طيلة السنة الدراسية، الشركاء، أدوات وصيغ
الاشتغال ...).
أمثلة لأسماء الأندية التربوية: نادي القراءة، نادي القرآن الكريم والسيرة
النبوية، نادي المواطنة، النادي الرياضي، نادي الفنون التشكيلية، نادي المسرح
السينما، نادي الإعلام المدرسي ...
الخطوة الثالثة:
يتم في هذه المرحلة تقديم مشروع النادي التربوي للجنة المكلفة بالإشراف على
الأندية التربوية في حالة وجوده، وفي حالة عدم وجودها يتم تقديمه مباشرة لمدير المؤسسة
من أجل الحصول على الموافقة المبدئية.
الخطوة الرابعة:
إخبار المتعلمين بفتح باب الانخراط في النادي من خلال إعلان كتابي يحمل
خاتم إدارة المؤسسة.
الخطوة الخامسة:
بعد تحديد التاريخ والمكان المناسبين، يتم عقد الجمع
العام لتأسيس النادي التربوي بحضور الأساتذة المشرفين والتلاميذ الراغبين في الانخراط
كما يمكن استدعاء ممثلين عن الهيئة الإدارية وممثلين عن هيئة التدريس وممثلين عن
جمعية آباء وأمهات وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ وباقي الشركاء.
خلال الجمع العام وبعد الترحيب بالحضور، يقوم الأستاذ
المشرف بالتعريف بالنادي وأنشطته واقتراح هيكلة له، ثم بعد ذلك يتم انتخاب أعضائه
وتحديد مهام كل عضو.
الخطوة السادسة:
تحرير محضر الجمع العام التأسيسي للنادي التربوي
ورفعه لمدير المؤسسة من أجل المصادقة عليه. ويجب أن يتضمن هذا المحضر العناصر
التالية: اسم المؤسسة، تاريخ ومكان انعقاد الجمع العام التأسيسي، الاسم الشخصي
والعائلي للمشرف على النادي وصفته، جدول أعمال النادي، مجموع التلاميذ الذين حضروا
الجمع العام مع تحديد عدد الإناث وعدد الذكور.
الخطوة السابعة:
عقد اجتماع لأعضاء النادي تحت إشراف الأستاذ المشرف من أجل تشكيل لجن لتسيير أنشطة النادي ووضع خطة العمل.
ختاما؛
يبقى نجاح أي ناد من الأندية التربوية رهينا بمدى إيمان إعضائه بأهميته والدور المحوري الذي يلعبه في النهوض بالشأن التربوي وتفعيل الحياة المدرسية ومدى انخراط الإدارة التربوية للمؤسسة في تسهيل الإجراءات المتعلقة بالأنشطة وتوفير الدعم المادي والمعنوي للأطر المشرفة على الأندية التربوية.